يمكن إنتاج الطاقة بطرق عديدة اليوم. الطاقة من مصادر متجددة كالشمس أو طاقة الرياح و التي تحتل الواجهة بسبب أن المصادر الطاقوية التقليدية التي تستغل المحروقات تنتج ما يعرف بغازات الدفيئة و تساهم في الاحتباس الحراري.بينما بعض البلدان قد وجهت اهتماماتها نحو الطاقة النووية لكونها ببساطة لا تنتج غازات الدفيئة.
هناك نوعان من مصانع الطاقة النووية التي تعتمد على الانشطار و التي تعتمد على الاندماج و المعروفة بمصانع الاندماج النووي و المصانع الطاقوية التي تعتمد الانشطار تسمى بالمصانع النووية التقليدية و التي لها العديد من السلبيات فرغم أن خطر حصول حادث فيها مهمل غير أنه في حالة وقوع ذلك فالأُثر سيكون مدمرا ومستمرا على المدى الطويل. المفاعلات التقليدية تنتج نفايات نووية وجب تخزينها في منشآت مجهزة ملائمة و آمنة تحت الأرض.
و على العكس من ذلك, مصانع الاندماج النووي لا تنتج أي نفايات نووية ولا غازات دفيئة و هي آمنة تماما و هي أكثر ملائمة للبيئة حتى من مصادر الطاقات المتجددة التي يتم استغلالها حاليا و هذا كله راجع إلى عدم استهلاك الكثير من الموارد الطبيعية في بناء هذا النوع من مصانع الطاقة وعدم حاجتها أيضا إلى مساحة إنشاء كبيرة, سيتم إنتاج الطاقة منها حتى و إن لم تكن الشمس مشرقة وحتى إن لم يكن هبوب الرياح ملائما , مخزون الأرض من الوقود لمحطات الطاقة الاندماجية هائل و بالرغم من الطلب المتزايد على استهلاك الطاقة سيكون كافيا للإنسانية لمئات الملايين من السنوات القادمة, في الفضاء الخارجي وقود الاندماج يشمل كل المواد التي يمكن رؤيتها .
وبذلك يوفر الاندماج النووي للبشرية أكثر مصادر الطاقة فعالية , هذا المصدر يمكن مقارنته بالشمس لأنه يعمل بنفس المبدأ, مصانع الاندماج النووي تسمح بتخفيض للانبعاثات و خفض للكربون و خفض لضياع الكهرباء بسبب الضغط العالي , لا تعتمد على الطقس و لا الوقت و لا الموقع الجغرافي, ولكي يكون بإمكان البشر استعمال هذا المصدر الذي لا يفنى للطاقة بأسرع وقت ممكن وجب حل بعض التحديات العلمية المرتبطة بذلك.
قلب مصنع الاندماج الطاقوي هو عبارة عن جهاز يسمى توكاماك ويتم فيه حفظ البلازما في درجة حرارة عالية تصل إلى 160 مليون درجة مئوية.
تحديث " البوصلة " توكاماك الذي يتم بناؤه حاليا في معهد فيزياء البلازما للأكاديمية التشيكية للعلوم لغرض إجراء أبحاث في عديد المجالات المرتبطة بمستقبل مصانع الاندماج النووي. ان حقلا مغناطيسيا قويا بشدة 5 تسلا و تيار كهربائي ب 2000000 أمبير لازمان للمحافظة على البلازما في مسافة آمنة من جدران توكاماك, و بفضل هذه المقادير تحديث "البوصلة" سيعمل بنظام مماثل ل ITER وهو مفاعل يتم بناؤه حاليا و سيكون أول مصنع طاقة بالاندماج.
هناك ميزات خاصة بتوكاماك الجديد ستمكنه من العمل بحرارة تصل إلى 500 درجة مئوية للجدران المحيطة بالبلازما وهذا ما ستكون عليه مصانع الاندماج النووية ما يوفر تأثيرا معتبرا على سلوك البلازما. التوكاماك سيسمح باختبار تكنولوجيا المعادن السائلة التي يمكن لها أن تحل المسائل المتعلقة بتآكل المواد تحت التدفق الشديد للطاقة.
تحديث "البوصلة" هو جهاز تجريبي متوسط الحجم و ما يميزه هي مرونته و تكلفة تشغيله المنخفضة , توكاماك له قطر يقدر ب 4,8 متر وارتفاعه 6,6 متر و وزنه 300 طن, بنيته قادرة على مقاومة قوة تصل إلى 3500 طن يمكن تطبيقها أثناء التجارب على كل قطعة من قطع توكاماك.
الوشائع المغناطيسية (الملفات الكهرومغناطيسية) سيتم تصنيعها من النحاس المبرد بالهليوم لدرجة 200 مئوية تحت الصفر و ذلك لخفض استهلاك النظام المغناطيسي للطاقة بحيث التوكاماك ككل سيتم وضعه في ناظم البرودة والذي هو جهاز يحافظ على درجة حرارة منخفضة للغاية. الطاقة اللازمة للجهاز خلال التجارب تصل إلى 200 ميغاواط, وهذا الكم الكبير من الطاقة سيتم توفيره عبر مولدات عجلة الموازنة بينما الطاقة اللازمة لتسخين البلازما يتم توفيرها عن طريق تكنولوجيا حقن الشعاع المحايد و هي تصل إلى 4 ميغاواط نضيف لها لاحقا 4 ميغاواط أخرى من التسخين عبر الموجات القصيرة (الميكروويف) لتكون الطاقة الإجمالية 8 ميغاواط.
تهب الشمس لكوكبنا معظم طاقته و بفضل جهود العلماء و مهاراتهم في العالم أجمع سيكون بإمكان الأجيال القادمة استعمال مصدر طاقوي مهم و آمن يعتمد على الاندماج الحراري النووي الذي يعرف أيضا ب '' شمس على الأرض'' .