التخلص الفريد من البلاستيك بالمحيط

المؤلف: الأكاديمية التشيكية للعلوم، جامعة برنو للتكنولوجيا

لا يمكن تخيل حياة بلا بلاستيك, انه رخيص الثمن و له العديد من الخصائص العملية فهو خفيف الوزن و شديد المرونة, مقاوم للصدأ و للعوامل الكيميائية يمكن استعماله لمدة طويلة الأمد وهو سهل التصنيع,  يتواجد بألوان و بغير ألوان.

البلاستيك رائع جدا و يمكنه أن يحل مكان العديد من المواد الطبيعية كالحديد و الصخر و الأخشاب و ذلك بسبب المزايا المذكورة سابقا, البلاستيك يزيد تصنيعه بشكل أكبر يوما بعد يوم في كل أنحاء العالم لكن هذا يعني بشكل لا يمكن تجنبه مزيدا من النفايات البلاستيكية.

لا تقوم كل الدول بمعالجة نفاياتها البلاستيكية بشكل مناسب, لذلك ينتهي المطاف بالعديد من هذه النفايات في المحيطات و البحار, يمكن الآن تقدير حجم النفايات بمئات ملايين الأطنان من بينها البلاستيك, مع ما يقدر ب 5 إلى 13 مليون طن مضاف سنويا حتى أن هناك جزر من البلاستيك باتت تطفو فوق الماء وتهدد الحياة البحرية.  البلاستيك أيضا غزى أجسادنا عبر الأسماك و الحيوانات البحرية و يشكل تهديدا حقيقيا لصحتنا.

هناك العديد من المحاولات و الاقتراحات لتخليص المحيطات من النفايات البلاستيكية, عدد كبير منها يرتكز  حول الطرائق المستعملة لإيجاد البلاستيك, اصطياده و إخراجه إلى اليابسة لمعالجته, مبدؤنا يعتمد على سفينة تعالج النفايات مباشرة في المياه المفتوحة حيث تحوَّل إلى مواد خام ذات فائدة و حرارة ثم يتم نقل هذه المواد المنتجة بالإضافة إلى النفايات الغير معالجة إلى اليابسة ثم العودة مجددا إلى جزيرة نفايات بلاستيكية أخرى.

تكنولوجيا السفينة هي نفس التكنولوجيا المستعملة على اليابسة و تبدو كأنّها سفينة عادية لنقل البضائع و الحاويات المستعملة عادة في ميدان الشحن البحري عبر العالم, العتاد الخاص بمعالجة البلاستيك موجود في حاويات داخل جسد السفينة. الحاويات متصلة مع بعضها و النفايات المعالجة تمر من حاوية إلى أخرى. الطاقة المحصَّلة عبر المعالجة الحرارية لبعض من النفايات البلاستيكية تستعمل لتزويد محركات السفينة و التجهيزات الموجودة عليها بالطاقة.

البلاستيك المستخرج يتم فرزه في السفينة و تحضيره لعملية التحويل من نفايات إلى طاقة, يتم تصنيف النفايات و فرزها على حسب نوعها و درجة انحلالها (فالبلاستيك في المحيطات يتحلل و يتآكل إلى درجة لا يمكن معها معالجته). النفايات ذات النوعية العالية يتم معالجتها عبر الانحلال الحراري و الذي هو عبارة عن تحليل للمواد العضوية بتطبيق الحرارة في غياب الهواء, نتيجة الانحلال الحراري زيت يمكن استعماله كوقود أو كمادة أولية للصناعات البتروكيماوية المتواجدة على اليابسة, يمكن أيضا أن يستعمل مباشرة على السفينة كوقود للمحرك. 

هناك غازات و جسيمات صلبة تتشكل عند إنتاج زيت الانحلال الحراري يمكن استغلالها لتسخين وحدة الانحلال الحراري. إن النفايات ذات الجودة المنخفضة التي بدأت بالتآكل و الانحلال أو تلوثت بمواد أخرى يتم حرقها حيث إن الحرارة المنبثقة تستعمل لتحلية مياه البحر بمبدأ التبخير, التحلية تنتج مياه مقطرة يمكن نقلها إلى اليابسة كمنتج نهائي جاهز و مياه أخرى عالية الملوحة يتم تخليصها من دقائق البلاستيك المضرَّة و إرجاعها إلى البحر مجددا.

بما أن السفينة تحتوي على مساحة كافية لتكنولوجيا أخرى مساعدة مثل طائرات البحث المسيّرة , حواجز الاحتواء المؤقتة و التي تطفو على الماء وحتى سفن صغيرة لجمع النفايات, السفينة يمكن التحكم فيها عن بعد عبر أي مسافة من الشاطئ, عند عودتها تحتاج فقط إلى تفريغها من براميل المياه المقطرة و زيت الانحلال الحراري و جزء صغير من النفايات الصلبة.

التكنولوجيات المقترحة هي مزيج من ممارسات أو طرق ثبت بأنها الأفضل و التي يمكن استعمالها بنجاح على اليابسة أيضا.